يلعب مفهوم السحابة القتالية دورًا محورياً في تعزيز العمليات المشتركة من خلال تمكين التكامل السلس ومشاركة البيانات في الوقت الفعلي وتحسين عملية اتخاذ القرار عبر مجالات متعددة. تعمل السحابة القتالية كنظام شبكي لامركزي يجمع ويعالج ويوزع المعلومات المهمة في ساحة المعركة على جميع القوات ذات الصلة؛ الجوية والبرية والبحرية والفضائية والسيبرانية، مما يضمن عمل القادة والوحدات بنهج متزامن قائم على البيانات. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليلات البيانات المتقدمة، تعمل السحابة القتالية على تعزيز الوعي بالموقف، وتقصير دورة الاستشعار إلى مطلق النار، وتحسين التنسيق بين صنوف الأسلحة المختلفة والمكونات المشتركة.
هذه القدرة حيوية بشكل خاص في الحرب الحديثة، حيث تتطلب العمليات متعددة المجالات القدرة على التكيف السريع والتشغيل البيني بين منصات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل السحابة القتالية على تعزيز المرونة ضد الحرب الإلكترونية المعادية والتهديدات السيبرانية من خلال تمكين تخزين البيانات ومعالجتها الموزعة، مما يقلل من نقاط الفشل الفردية. وفي نهاية المطاف، يعمل دمج السحابة القتالية في العمليات المشتركة على تعزيز الفعالية العملياتية، وزيادة القدرة على القتال، وضمان قدرة القوات العسكرية على الاستجابة بسرعة وحسم للتهديدات الديناميكية في بيئات المعارك المعقدة.
إنشاء المراكز القيادية لتنفيذ العمليات المشتركة
الطريقة التي يقوم بها قادة القوات المشتركة بتنظيم القوات المعينة أو الملحقة يؤثر على سرعة الاستجابة والتعدد للعمليات المشتركة لأن الاقتراب العملياتي والمهمة لقائد القوة المشتركة بجانب وحدة القيادة وفلسفة قيادة المهمة هي المبادئ الإرشادية لتنظيم القوة المشتركة لتنفيذ العمليات، وهي أولى مبادئ التخطيط في مركز العمليات المشتركة قبل البدء في العمليات القتالية. من الممكن أن يقوم قادة القوة المشتركة باختيار بعض الوظائف وجعلها مركزية ضمن القوة المشتركة، لكن لا ينبغي أن يقلل من فرص القادة المرؤوسين في ميدان المعركة من أخذ المبادرة للحفاظ على سرعة الاستجابة حتى تستطيع جميع التنظيمات والقوات العملياتية والتعبوية بتوظيف قدراتهم كما ينبغي.
يقوم مركز العمليات المشتركة بإعطاء الموافقة لقادة القيادات الموحدة بالبدء في إنشاء القيادات الموحدة الفرعية للبدء في تنفيذ العمليات. من الممكن أن يتم إنشاء مركز القيادة الموحد الفرعي كمنطقة جغرافية أو قاعدة توظيفية لتوزيع المهام ويكون لقادة تلك القيادات الفرعية الموحدة أدوار ومسؤوليات مشابهة لأدوار قادة القيادات الموحدة ويقوموا بممارسة السيطرة العملياتية على القيادات والقوات المعينة والقوات الملحقة في المنطقة العملياتية (1).
هناك عدة طرق لإنشاء مراكز قيادة قوة الواجب المشترك، حيث من الطبيعي أن يقوم قادة القوات القتالية بتوظيف مركز قيادة مكون صنوف الأسلحة أو أحد مراكز القيادة الفرعية الموجودة لمكون تلك الصنوف (على سبيل المثال المكون البري والجوي والبحري والجهات المتخصصة)، ليكون أساس لمركز قيادة قوة الواجب المشترك. أيضاً القيادة الميدانية للعمليات الخاصة أو مركز القيادة الفرعي لقوات العمليات الخاصة مع قدرات القيادة والسيطرة يمكنها أن تشكل أساس لمركز قيادة قوة الواجب المشترك.
تشكيل وتدريب مركز قيادة قوة الواجب المشترك وواجب تنظيم القوة المشتركة يمثل تحدي وبخاصة في وقت الأزمات. يجب أن تقوم قوات الواجب بتعديل كلاً من العمليات والتنظيم للرد على التحولات العملياتية المخططة أو تحولات الموقف غير المتوقعة. على سبيل المثال، إحراز الأهداف القتالية في مرحلة السيطرة وهيمنة القوات على العملية بطريقة مبكرة حتى يستطيع قائد القوة المشتركة من الانتقال إلى تنظيم بشكل سريع على عمليات الاستقرار المرتبطة بإرجاع الاستقرار وتمكين السلطات المدنية. وبنفس الطريقة تؤثر مهمة قائد القوة المشتركة على الأنساق التي يتم توظيف القدرات عندها بأفضل طريقة.
تطوير التخطيط في مركز العمليات المشتركة وتحقيق الأهداف الوطنية
التخطيط هو ترجمة التوجيه إلى خطط وأوامر لإحراز القصد أو الحفاظ على الحالة النهاية المرغوبة. مجتمع التخطيط والتنفيذ المشترك يبدأ بالتخطيط عندما يتم يكون عمل متوقع أو مؤكد حدوثه مما يتطلب رد عسكري. وفي التخطيط المشترك يساعد القصد في إيجاد قصد موحد والذي من أجله يتم تركيز الأعمال والموارد. تطوير وتيرة تخطيط عملية التخطيط المشترك كفاءتها في أنها تنظم الأعمال العسكرية والموارد لإحراز الأهداف الوطنية وتمكين القادة لمراجعة علاقة الفوائد والتكلفة، المخاطر والعائد من ذلك لتحديد أفضل عمل ممكن لإحراء القصد أو الحفاظ على النهاية المطلوبة. يقع التخطيط المشترك في مركز العمليات ضمن نظام التخطيط والتنفيذ للعمليات المشتركة والذي يتضمن سياسات وعمليات وإجراءات التخطيط المشترك.
يتكون التخطيط المشترك من عدد من أنشطة التخطيط والتي تساعد القادة الميدانيين في العمليات ومرؤوسيهم وتحويل الأهداف الوطنية إلى قصد وأعمال تشتمل على التعبئة وانفتاح وتوظيف وإدامة وإعادة انفتاح للقوات المشتركة. إن التخطيط المشترك يربط توظيف القوات المسلحة بما هو مطلوب تحقيقه للأهداف الوطنية في السلم والحرب. عملية التخطيط المشترك تعزز التخطيط على جميع المستويات وللمهام في جميع مراحل العمليات العسكرية حيث يتم تطبيقها لكلاً من القادة الداعمين والمدعومين وقادة المكونات والقادة المرؤوسين عند مشاركتهم في عملية التخطيط المشترك.
من هنا يصبح التصميم العملياتي وعملية التخطيط المشترك هي حلقة الوصل بين القائد وهيئة الركن والقيادة الراعية خلال مرحلة التخطيط. يساعد التخطيط القادة ومرؤوسيهم في تنظيم الأنشطة التخطيطية، ومشاركة الفهم المشترك للمهمة وقصد القائد، وتطوير الخطط والأوامر الفعالة لعناصر التخطيط الرئيسة. يشارك القادة في التخطيط منذ بدء التصميم العملياتي من خلال الموافقة على الخطة أو الأمر. وبصرف النظر عن مستوى اشتراك القائد في التخطيط، فإن هناك عناصر تخطيط محددة تتطلب مشاركة وقرارات القائد.
إن الفلسفة الرئيسة للعمليات المشتركة هي الاعتماد على الاستقرار التنظيمي الملازم للأفرع الرئيسة، الذي يمكنهم من التحضير والتدريب للعمليات المشتركة، ولكن بارتكازها على التنظيم للقيام بالواجبات في وقت إنذار قصير. يتضمن ذلك عمل الفريق المشترك الذي يشمل فهما ” مشتركا” لأدوار كل مكون، مع مستوى من الثقة المتبادلة يجري تطويرها بالعمل والتدريب في بيئة مشتركة، بالإضافة إلى عناصر كل فرع رئيس تحتاج القوة المشتركة إلى إسهامين أخريان بقدر متساوي من الأهمية هما مساعدات عملياتية ومنظومات القيادة والسيطرة.
من هنا، فإنه يتم إنشاء مراكز القيادة الميدانية لقوة الواجب المشترك والقيادات الموحدة قبل البدء في تنفيذ العمليات لتأسيس المراكز القيادية التي يقودها مركز العمليات المشتركة من أجل تنفيذ المهمة المطلوبة. تقوم القيادات الموحدة بتأسيس وحدات قيادة موحدة فرعية ويتم إنشاء مراكز خدمات فرعية. يلعب التخطيط المشترك دور هام في تعزيز الأهداف الوطنية من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة التي تساعد قادة الوحدات القتالية في تحويل تلك الأهداف الاستراتيجية إلى أهداف عملياتية وتحقيقها.
دور السحابة القتالية في تطوير التخطيط والقيادة والسيطرة بمركز العمليات المشتركة
في مارس عام 2016، أطلقت قيادة القوات الجوية الأمريكية مفهوم تشغيل للسحابة القتالية (Combat Cloud)وعرفته بأنه “شبكة عمل متكاملة ومنسقة لتوزيع البيانات والمعلومات لمشاركتها ضمن ساحة المعركة، حيث يستطيع كل مستخدم أو منصة عمل أو نقطة اتصال مصرح لها، بالمشاركة واستلام المعلومات الحيوية وتكون قادرة على الاستفادة منها في جميع مراحل نطاق العمليات العسكرية”. تمثل السحابة القتالية بناء فكري ضروري لتوحيد جهود القوة الجوية لتحقيق التفوق في عملية اتخاذ القرار العسكري والقيادة والسيطرة في المجالات المتعددة (Multi-Domain).
تحت هذا البند، فإن القدرة على جمع البيانات ودمجها في نظام معلومات مفتوح أثناء التخطيط للعمليات المشتركة سوف يعزز منظومة القيادة والسيطرة والمرونة العملياتية للقوات المسلحة بشكل عام في جميع مراحل تنفيذ العمليات المشتركة في أُثناء التخطيط والتنفيذ ليتم إدارة المعركة بالوتيرة المثالية، حيث يمكن للسحابة القتالية أن تعزز مفاهيم المهمة المحددة في جميع نطاق مراحل العمليات المشتركة. على سبيل المثال، يمكن للسحابة القتالية أن تحسن من قدرات النيران المشتركة من خلال استخدام أفضل لإجراءات تنسيق نيران الإسناد، وزيادة الإسناد الجوي القريب ومهام إخلاء المصابين وتحسين التنسيق بين الجهات المتخصصة وإدارة وظائف الحرب القتالية لقوات التحالف(2).
في عام 2023، منحت وزارة الدفاع الأمريكية أربع شركات تكنولوجية عملاقة – جوجل، وأمازون ويب سيرفيسز، ومايكروسوفت، وأوراكل – عقدًا بقيمة تصل إلى 9 مليارات دولار لتوفير خدمات سحابية للبنتاغون وكل صنف سلاح، إذا اختار الفرع استخدامها. يُطلق على البرنامج اسم “القدرة السحابية المشتركة للمقاتلين” Joint Warfighter Cloud Capability JWCC))، وهو محاولة ثانية بعد مشروع مبادرة الدفاع المشترك للمشاريع، الذي كان مثيرًا للجدل والذي فشل في النهاية بقيمة 10 مليارات دولار(3).
يوضح الجنرال الأمريكي/دايفيد جولدفين، رئيس أركان قيادة القوات الجوية الأمريكية على أهمية القيادة والسيطرة متعددة المجالات أثناء التخطيط لوتيرة المعركة المشتركة في مركز العمليات، كأحد ثلاث مواضيع تحتاج للتركيز حيث يقول “التحول والتطور في القدرات والسيطرة تتطلب تفكير، وتدريب جديد وربما تقنيات جديدة أو طرق جديدة لاستخدام التقنية الأقدم، سنحتاج لدمج المعلومات الواقعية من مصادر متعددة، بعضها تقليدي، وتقييم تلك المعلومات بأسرع وقت ممكن تستطيع تلك الأنظمة معالجتها. فإذا قام عدونا بتنفيذ أعمال إغلاق في مجال واحد، سنقوم باستدعاء قدراتنا ونهاجم أو ندافع من مجال آخر، حيث تحتاج العمليات المشتركة المستقبلية في المجالات المختلفة سرعة ومرونة كبيرة“.
من أهم خصائص الهيكل النظامي للسحابة القتالية أنها تزيد قدرات القيادة والسيطرة للمجالات المتعددة من خلال زيادة مشاركة المعلومات ومعالجتها في شبكات العمل الموجودة، ووضع أساس لشبكات عمل جديدة والسماح للمعلومات الواقعية بالانسياب في وقتها بسرعة من وإلى المقاتلين وصناع القرار لاتخاذ القرارات أسرع من العدو من أجل السيطرة على مجريات وتيرة المعركة. تمتلك السحابة القتالية عدد من التطبيقات والعروض المتصلة خلال نطاق العمليات المشتركة، ولكن يأتي معها العديد من التحديات الفنية والتنظيمية. رغم ذلك، تمثل السحابة القتالية مكون حاسم للقيادة والسيطرة للمجالات المتعددة ويجب تطويرها لاستخدامها بشكل أوسع في المجال العسكري للتأكد أن هناك تفوق في منظومة القرار ويوجد سيطرة على المعلومات في ميادين المعركة عند تنفيذ العمليات المشتركة في المستقبل. تجميع السحابة القتالية للمعلومات والبيانات من ميدان المعكرة ونقلها لمركز العمليات المشتركة لتطوير وتيرة المعركة
خصائص ومتطلبات عمل السحابة القتالية في العمليات المشتركة
فيما يخص المفهوم التأسيسي للسحابة القتالية، من المفيد أن نتعمق في تلك الخصائص المحددة لما يجب أن تملكه شبكات العمل المستقبلية لتطوير وتيرة التخطيط للعمليات المشتركة في المستقبل. بشكل عام تسمح السحابة القتالية لأعضاء ركن العمليات والتخطيط من مواقع مختلفة بالنفاذ إلى التطبيقات من أي مكان عبر جهاز اتصال. الواجهة المركزية للمستخدم تجعل البنية التحتية للسحابة القتالية ظاهرة للمستخدمين مما ينتج عنه شبكة عمل ومراكز بيانات هائلة واسعة النطاق حيث يمكن للموارد الحاسوبية الوطنية أن يتم إمدادها ومشاركتها لتحقيق الاقتصاد على نطاق واسع(4).
تصبح المعلومات والقيادة والسيطرة في المستقبل مجالات متعددة متحدة أثناء إنشاءها من الأرض وحتى المدخلات والمستشعرات (sensors) التي تدور حول المجالات المتعد دة. وبناءً عليه، يتمكن القائد من رفع الفوائد بشكل كامل في القيادة والسيطرة متعددة المجالات من خلال إنتاج عدد من الحلول المتعددة السريعة لمواجهة التحديدات التي ستقابله ضمن قدرته للتنقل بين تلك الحلول أثناء التخطيط للعمليات المشتركة. لذلك، فإن السحابة القتالية تعطي طموح بتغيير متسع في البيئة متعددة المجالات التي نعرفها(5).
دور السحابة القتالية في تنسيق النيران المشتركة ونيران الإسناد
من أهم المهام التي يتم التخطيط لتنفيذها في مركز العمليات المشتركة قبل بدء المعركة هو التخطيط لاستخدام النيران المشتركة ونيران الإسناد. سوف تقوم السحابة القتالية بزيادة فاعلية النيران المشتركة أكثر من خلال تحسين المرونة واستخدام إجراءات تنسيق إسناد النيران والتي تعرفها العقيدة المشتركة على أنها “إجراء يتم توظيفه من قبل القادة لتسهيل الاشتباك السريع للأهداف وتوفير الحماية الدائمة للقوات الصديقة”. على المستوى العملياتي، يكون القصد من إجراءات تنسيق إسناد النيران هو تقليل مواطن الاختلاف وتنسيق النيران من المجالات المتعددة لإحر از القوة المشتركة على أعلى درجة من كفاءة الاستهداف.
رغم ذلك” فإن نقص المرونة والتطبيق غير المناسب وعملية الانتشار المطول لإجراءات تنسيق إسناد نيران محددة، مثل موقع خط تنسيق إسناد النيران أو حالة صندوق القتل، تمثل نقاط الضعف في النيران المشتركة ومن الممكن أن تتسبب في مخاطر لعمليات القوة المشتركة في المستقبل. من خلال إحراز تقدم توفره السحابة القتالية، تصبح النيران المشتركة أكثر مرونة والتي يمكنها إدامة الاستهداف متعدد المجالات، وتعزيز عمليات ميدان القتال وتقليل مخاطر النيران الصديقة مما يساهم بقدر كبير في تطوير وتيرة المعركة التي تخوضها القوات المشتركة على أرض الواقع.
هناك عدد متنوع في إجراءات تنسيق إسناد النيران يجب أخذهم في الاعتبار حتى تكون وتيرة التخطيط للمعركة مثالية، لكن أكثر إجراءين بإمكانهم تسهيل النيران المشتركة في عمليات الطيف الكامل، هما خط تنسيق إسناد النيران وصندوق القتل.
- خط تنسيق إسناد النيران. يتم تعريف خط تنسيق إسناد النيران بنفس تعريف إجراءات تنسيق إسناد النيران ليدعم الأهداف العامة ضمن منطقة العمليات، والتي من أجلها يجب تنسيق جميع أنواع النيران بطريقة مؤثرة من قبل القادة قبل الاشتباك، وقبل الخط، يجب تنسيق جميع أنواع النيران مع القائد قبل الاشتباك”. خطوط تنسيق إسناد النيران يتم توضيعها على الأرض من مسافة محددة أمام الأرض الصديقة أو القوات البرمائية. خطوط تنسيق إسناد النيران تلك مفيدة في ظروف ميدان المعركة المجاورة عندما يكون من الممكن رسم خط مميز بين القوات الصديقة وقوات العدو.
- صندوق القتل. صندوق القتل هو الآخر هام وحيوي في تنسيق النيران المشتركة ويتم تعريفه على أنه “إجراءات تنسيق إسناد النيران ثلاثي الأبعاد مع إجراءات السيطرة للمجال الفضائي المتحد الذي يتم استخدامه لتسهيل دمج النيران. يتم إنشاء صناديق القتل من قبل القائد المسند بالتنسيق مع قادة الإسناد-ويمكن فتحها وغلقها أو تلوينها بكود يعتمد على تنويع متطلبات تقليل عدم تداخل النيران. الهدف من تقليل التنسيق المطلوب هو إكمال متطلبات الإسناد مع أقصى درجة من المرونة، وفي نفس الوقت منع حدوث النيران الصديقة.
- مواقع توضيعهم. خط تنسيق إسناد النيران وصناديق القتل يمكن تنسيقهم حيث يتم توضيع صناديق القتل قبل خط تنسيق إسناد النيران ويمكن فتحها من أجل الاعتراض الجوي بموافقة قائد المكون البري لقوات التحالف.
أمثلة توضح التطبيق غير السليم، ونقص المرونة وبطيء الانتشار كانت متعددة في عمليات عاصفة الصحراء أثناء حرب الخليج الثانية وعملية غزو العراق. أثناء المرحلة الساكنة الأولى (Initial Static Phase) لعملية عاصفة الصحراء والتي سبقت الهجوم البري، كان خط تنسيق إسناد النيران هو الحدود بين السعودية والكويت المحتلة من العراق وكان من الهام توضيع خط تنسيق إسناد النيران، ليس فقط بالقرب من قوات العدو أثناء المراحل الساكنة الأولى لتسهيل توسيع منطقة ا لاهتمام، ولكن بطول علامة مميزة مرئية من الجو للمساعدة في التحديد المحمول جواً. لقد كان التوضيع الأولي لخط تنسيق إسناد النيران أثناء الحملة الجوية مثالي لأنه لم يكن هناك قوات صديقة في الكويت بعد والحد نفسه كانت رؤيته واضحة من الجو مما ساهم في أن تكون المعركة مثالية بالنسبة للقوات المشتركة.
من مميزات السحابة القتالية أنها سوف تسمح بتوضيع حاسم ومرن لإجراءات تنسيق إسناد النيران والتي يمكن نقلها بسرعة إلى القوات المشتركة في جميع المجالات ذات الصلة. يجب على قادة الوحدات البرية أن يكون لديهم رؤية أفضل لمواقع القوات البرية الصديقة والمعادية حتى يتمكن من الاستخدام الأمثل لإجراءات تنسيق إسناد النيران. يجب على جميع مصادر النيران الجوية والبرية والبحرية أن يكون لديها القدرة على رؤية الصورة العملياتية العامة والتي توفر لهم وعي يمكنهم من القدرة على تغيير إجراءات تنسيق إسناد النيران لتوسيع القيادة والسيطرة للمجالات المتعددة مع الحفاظ على الكفاءة وعدم المخاطرة بحدوث نيران صديقة مع العلم أن قدرات شبكة العمل القتالية المحسنة تعالج مباشرة أي عيب يظهر في إجراءات تنسيق إسناد النيران لأنها تكون في المقام الأول معضلة شبكة المعلومات حيث تزيد السحابة القتالية من تمكين إجراءات تنسيق إسناد النيران والتي يمكن تعديلها بسرعة لتغيير الظروف والانتشار للقوات ذات الصلة.
دور السحابة الالكترونية القتالية في التنسيق بين شركاء التحالف متعددي الجنسيات
لم يعد أي تنظيم مسلح لأي دولة يعمل بمفرده في البيئة العملياتية وأصبح هناك شركاء تحالف متعددي الجنسيات لمعظم الدول من خلال التحالفات الدولية لتنفيذ عمليات مشتركة. عمليات من هذا النوع تكثر فيها المعلومات والبيانات والمهام والواجبات مما يتطلب وجود تحليل وتنسيق منسق ومتزامن لإيجاد تفاهم مشترك بين جميع الشركاء حتى يتم توحيد الجهد وأن يظهر العمل بشكل متحد لتطوير وتيرة المعركة في مركز العمليات المشتركة.
إذا كانت نتيجة الحرب والمعارك يتم تقريرها من خلال الطريقة التي يطبقها القائد للشكل الصحيح للقوة لإحراز الأهداف الصحيحة في الوقت الصحيح بسرعة تتخطى سرعة العدو في مجاراته فيها، فإنه اليوم في البيئة العملياتية لبناء تحالف متعدد الجنسيات سيكون هناك صعوبة أن يتم تحقيق في الاستفادة من القيادة والسيطرة متعددة المجالات بين شركاء التحالف. لذلك، تتطلب البيئة العملياتية الحالية نطاق كامل من القدرات متعددة الجنسيات والتي تدور في جميع المجالات وبخاصة المجالات التي ينفذها تحالف مثل مهام حفظ السلام وعمليات المساعدة الإنسانية. وفي هذا الصدد ستجد القوات المسلحة حول العالم أنها تستمر في العمل بالقرب من التنسيق القريب مع شركاء التحالف لتخطيط وتيرة المعركة.
هذا التنوع الكبير يتطلب أن يكون شركاء التحالف جزء من بيئة مشاركة المعلومات وبخاصة في شبكة قيادة وسيطرة محددة. التحول إلى عمليات شبكة عمل مركزية من خلال السحابة القتالية تساعد في التغلب على الاختلافات في التعبية والتدريب والإجراءات، وسوف يعزز وحدة الجهد مما يؤدي إلى سيادة في اتخاذ القرار العسكري في الدخول في تحالفات مستقبلية. وبناءً عليه، من الضروري أن يتم ربط شركاء التحالف في كلاً من البنية التحتية والنفاذ إلى السحابة القتالية من المراحل المبكرة للعمليات المشتركة لإنتاجها وتطبيقها. فعل ذلك سيساعد في تحديد الفجوات والتغلب على أي نواقص تظهر في المعدات والبرمجيات والتي يمكن أن تعوق التشغيل العملياتي. علاوة على أنها ستؤسس إطار عمل والذي من خلاله يمكن ان تنساب وحدة الجهد لتعطي استجابة دقيقة وذات صلة والتي تنتج من التجميع والتوزيع المناسب، والمرن، والسريع للمعلومات والأوامر.
مفهوم أن كل منصة هي مستشعرات يتم مضاعفته بواسطة إشمال جميع شركاء التحالف مع الأخذ في الاعتبار أن الأنظمة الحالية مثل وصلة 16(شبكة العمل الحالية للمصادر الجوية تبنى على أنظمة وصلة البيانات التعبوية والمعروفة باسم وصلة16 والتي تسمح بالعمل متعدد الجنسيات) توفر قدر صغير من التنسيق داخل العمل المحتمل لشركاء التحالف داخل مركز العمليات المشترك. اعتماداً على نقاط الاتصال في الطائرات والآليات والأقمار الصناعية، والقوات المقاتلة، والمستشعرات والمنصات بما يعني أن السحابة القتالية لن تكون مقصورة فقط على تبادل البيانات التعبوية، ولكنها ستزيد أيضاً من الوعي بالموفق ومشاركة المعلومات الاستخبارية وتعزيز القيادة والسيطرة متعددة المجالات وتكثيف التأثيرات والتي يحرزها كل شريك تحالف في العملية من خلال اسهامه في التخطيط لوتيرة المعركة في مركز العمليات المشتركة.
من خلال التحليل الدقيق والذي توصل إليه المقال، فإننا نجد أن السحابة القتالية توفر مرونة عالية على المستويات التعبوية والعملياتية والاستراتيجية، مما يسمح لشركاء التحالف بالالتزام الفعال بمنظومات ومفاهيم القيادة والسيطرة متعددة المجالات بسلاسة أكبر. كما تتيح لأي شريك في التحالف الانضمام أو الخروج بسرعة من شبكة العمل دون الحاجة إلى إعادة التشكيل أو إجراء تعديلات معقدة على الأنظمة الداخلية. ومن هذا المنظور، تُعد السحابة القتالية الحل الأمثل لمعالجة معضلات الاتصال الداخلي. بالإضافة إلى ذلك، تساهم في تحسين بيئة العمليات الحديثة من خلال تنسيق وتعزيز منظومة القيادة والسيطرة والاستهداف المشترك، وإخلاء المصابين، والتنسيق بين شركاء التحالف، مما يرفع من كفاءة التخطيط للمعركة داخل مركز العمليات المشتركة. كما تسهل على القادة، سواء في المراكز القيادية أو في الميدان، تبادل المعلومات والبيانات وتنسيقها، ما يساعد في اتخاذ القرارات العسكرية السليمة بشكل أسرع وأكثر دقة.
يرجى الاطلاع على المزيد من المقالات حول البحوث العسكرية
لخدماتنا المختلفة يرجى الاطلاع على قسم الاستشارات
مراجع المقال
(1) كراسة “العمليات المشتركة”. عقيدة القوات المسلحة الأمريكية. اكتوبر 2018.
(2) شون ويليامز، مقال “السحابة القتالية في نطاق العمليات العسكرية، التنسيق بين الجهات المتخصصة” (مجلة أوثجورنال، أغسطس 2017) (https://othjournal.com/2017/08/09/intergovernmental-combat-cloud/)
(3) جاسبريت جيل، مقال ” القدرة السحابية المشتركة للمقاتلين”. مجلة بريكنج نيوز، 2024. www.breakingdefense.com/2024/02/jwcc-1-year-in-military-branches-test-the-waters-as-dod-envsions-cloud-service-
(4) رائد طيار/جاكوب، هيس دراسة “السحابة القتالية وتمكين القيادة والسيطرة في المجالات المتعددة” ، (الكلية الجوية للقيادة والأركان 2019، الجيش الأمريكي)
(5) كريج بوندرا و أنطوان دونيار، دراسة “قيادة المهمة في العمليات متعددة المجالات”. كلية الحرب الأمريكية، 2019.